الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

البناء الثقافي للأمة في ضوء القرآن


الفصل الأول :
 حال العالم قبل الإسلام


كان العالم قبل الإسلام في جاهلية جهلاء ،في كل نواحي الحياة ،الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،والقاسم المشترك بين تلك الأمم أنهم لا يؤمنون بالله وحده ولا باليوم الآخر ،فهم لا ينظرون إلى ما بعد الموت ،مع اختلافهم في منهج الاستفادة من هذه الحياة الدنيا ،وطريقة سيرهم بحسب ما أنتجته عقولهم المنحرفة عن الحق .
الباب الأول : الحالة الدينية :
التدين :هو شعور الإنسان بافتقاره إلى قوة هي أعلى من قوته وخضوعه لها .
فالتدين قبل الإسلام يدور بين مخلوق وآخر ،وإن اختلفت أشكال المخضوع له ، كالأصنام والأشجار والأحجار والنار والبقر والكواكب والشمس وعيسى والملائكة وطاعة
الكبراء والسادة ، فكانوا مأسورين لأوهام وخرافات أضلتهم عن الحقيقة ،حتى وصل بهم الحال إلى التشاؤم حتى بالطيور والأيام. 
مع أن هناك أفراد قلة يعبدون الله وحده كما في الحديث ( إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )([1]) .([2])

الباب الثاني : الحالة الاجتماعية :
كانت العلاقات بين الناس تدور على أساس قومي ،واعتقاد القداسة لبعض الأعراق ، كاليهود مثلاً يفتخرون على غيرهم بأنهم شعب الله المختار ،فانتشرت العصبية القبلية،وجُعل الحسب والدم أساساً للتفاضل ،مما كان سبباً في انتشار الخلافات والحروب ،وخاصة عند العرب ،فالإغارة على الآخرين وسلب أمولهم وممتلكاتهم لأسباب تافهة ،كالحروب التي قامت بين الأوس والخزرج مئة عام وهم أبناء عم ،ولم تنقطع إلا بعد الإسلام .
وكانت المرأة  مهانة -إلا فيما ندر- حتى أنهم شكوا في إنسانيتها ، فاليهود يحمِّلون المرأة إثم إغواء آدم وإخراجه من الجنة، وهي عندهم في المحيض نجسة، وكل ما تلمسه نجس، ولهم الحق في بيعها وحرمانها من الميراث.
وعند النصارى وسيلة الشيطان، وعند الهندوس تحرق إذا مات زوجها.
والمرأة عند العرب تعتبر متاع فتورث إذا مات زوجها وليس لها إرث،وللرجل أن يتزوج ما شاء في الكم والكيف كأن يجمع بين الأختين ،ولوليها التصرف في مهرها وامتلاكه.
وقتل الأولاد قال تعالى : (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ)([3]) زينت لهم قتل البنات مخافة العيلة والعار والسبي فتدفن حية ،
وكان الرجل في الجاهلية يحلف بالله لئن ولد له كذا وكذا غلاما لينحرن أحدهم ؛ كما فعله عبد المطلب حين نذر ذبح ولده عبدالله.
وكان عندهم التبني ،فكان الرجل في الجاهلية إذا أعجبه من الرجل جلده وظرفه ضمه إلى نفسه وجعل له نصيب الذكر من أولاده ومن ميراثه وكان ينسب إليه فيقال فلان بن فلان،
وكانوا يؤاخذون الرجل بأبيه وبابنه وبجريرة حليفه.([4])

الباب الثالث : الحالة السياسية :
قبل الإسلام كانوا يتحاكمون فيما بينهم إلى شرائع توارثوها عن آبائهم، واحتكموا إليها بأهوائهم، وكانت قائمة على الظلم والطائفية والتحريف .
أما اختيار الرؤساء والحكام فكان في الدول ذات الحكومات كالفرس والروم فإنه يقوم على النظام الطبقي ،وكل طبقة تخضع للطبقة التي فوقها وتستعبد من تحتها ،وكانت الطبقة المسيطرة بالحكم هي الطبقة الاستقراطية .
أما عند الهندوس سادتهم من البراهمة ،وكان يؤلهونهم أيضاً.
أما عند العرب ـ حيث لم تكن للعرب دولة ـ فكان يقوم على اختيار سادة القبائل وشيوخها معتمدين على شرف النسب مع توفر صفات الرجولة والسيادة حسب عرفهم ،مع أنها تتيح لأفرادها حرية إبداء الرأي. ([5])

الفصل الثاني
بناء الأمة بعد الإسلام


إذن كانت البشرية قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم تعيش في ظلمات كثيرة، وتتخبط في الجهل، وكثُرتْ الوثنية، ووصل عدد الآلهة التي تُعبد من دون الله إلى عدد لم تعهده البشرية من قبل، وانتشرت المفاسد والشرور والمساوئ الأخلاقية، وشمل الفساد كل بقاع الأرض، إلى أن شاء الله أن يرسل نورًا يزيل به ما على الأرض من ظُلمة، فأشرقت شمس الإسلام، وتغيرت الموازين، ودبت الحياة في العالم.
وأكرم الله تعالى هذه الأمة بالرسالة الخاتمة وجعلها خير أمة أخرجت للناس قال تعالى : (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ)([6]) ،وجعلها شاهدة على الخلق بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة ، كما قال تعالى : (ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ)([7]) .
فكانت أهلا لحمل هذه الأمانة للناس ، كما قال تعالى : (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ)([8])
فانطلق المسلمون في الأرض وفقاً لأمر الله تعالى لهم بذلك،وانبهر العالم بحضارتهم ،ودخلت الأمم بدينهم ،وكان السر وراء ذلك هو ما تتمتع به هذه الأمة من بناء ثقافي متين راسخ الأركان ،سواء للأفراد أو الجماعات ،حيث اتخذت القرآن دستوراً ومنهجا، قال الله تعالى: (ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ)([9]) وقال (ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ)([10]) ،الذي منحها التصور الصحيح الشامل عن الإنسان والكون والحياة ، ربط بين الروح والجسد والقلب والعقل ، والدنيا والآخرة ، برباط متين محكم أنزله العليم الخبير بنفوس البشر ، قال تعالى (ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ)([11]) .

الباب الأول : بناء الفرد


الفرد هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وإذا صلح صلح المجتمع كله، وأصبح قادرًا على أن يحمل مشعل الثقافة والحضارة، ويبلغها للعالمين، ومن أجل ذلك جاء الإسلام بتعاليم ومبادئ وتشريعات تُصْلِح هذا الفرد، وتجعل حياته هادئة مستقرة، وأعطاه من المبادئ ما يصلح كيانه وروحه وعقله وجسده.
وقد اهتم القرآن في بداية الدعوة في مكة ببناء الفرد المسلم؛ كأساس لبناء المجتمع المسلم، وقد تمثلت جوانب البناء في عدة أمور، هي:
أولاً: تصحيح العقيدة:
أخرج القرآن الإنسان من عبادة الأوثان والمخلوقات إلى عبادة الله الواحد القهار، وإلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ،قال تعالى : (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ)([12]) ومن عبادة المادة إلى عبادة رب المادة، وحرره من التخلف العقلي والعقائدي، فأنهي الجدل الدائر حول وحدانية الله، قال الله تعالى:                                         ([13])
وناقش اليهود والنصارى،في زعمهم أن لله الولد ـ سبحانه عما يقولون ـ وردَّ عليها ،قوله تعالى:                                                                                                           ([14]) .
وقطع الطريق بالحجة والبرهان على كل من جعل مع الله إلهًا آخر، قال الله تعالى:                                                                     ([15])
كما وضّح تصرفات بعضهم التي فيها بيان غفلتهم، إذ صرحوا بأنهم ما عبدوها إلا بنية حسنة تقربا إلى الله ، قال تعالى : (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ)([16]) وكشف حقائق الآلهة التي يقدسونها ويعتقدون نفعها وضرها ، ﭧ ﭨ ﭽ                                             ﯕﯖ                                 ﯥﯦ                             ﯱﯲ           ﯷﯸ          ﯽﯾ  ﯿ         ﰃﰄ                        ([17])
بل بين سبحانه أن كل مافي الكون هو مسخر للإنسان لا الإنسان مسخر له ،قال تعالى : (ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ)([18]) ،وأنه مكرم فنفخ فيه من روحه وأمر ملائكته بالسجود له قال تعالى : (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ)([19]) .
 فما زال القرآن ينزل على مدى ثلاث عشر سنة كله في ترسخ العقيدة في النفوس  حتى وصل الإيمان إلى أعماق القلوب، وحوَّل هذا الإنسان من الدفاع عن قبيلته وعشيرته إلى التفاني في سبيل الدفاع عن دينه وعقيدته، والعمل على نصر هذا الدين، والحرص على نشره، وتبليغه للناس ابتغاء مرضاة الله.
ومن هنا نقول : إن بناء الأمة من خلال القرآن، لا يكون بالشكل المطلوب، ولا يعمل عمله المنشود، كذلك الذي أداه في بداية الرسالة إذا أغفلنا أهمية البناء الفردي الذي تحقق في مكة من خلال آيات العقيدة، التي فجرت ينابيع الإيمان واليقين بالله وبشرعه في المسلمين ، وعلينا أن نعترف أن العقيدة الإسلامية ليست معلومات مجردة نظرية يتلقاها الإنسان في درس العقيدة، وإنما هي واقع حي، وحركة نابضة في داخل النفس ،واليوم، حيث يواجه المسلمون صنوفاً كثيرة من التحديات والمسؤليات، لابد لهم أن لا يغفلوا جانب ترسيخ العقيدة، فالقرآن نزل ليعمل في واقع النفس والضمير حتى يعمل في داخل المجتمع والحياة، إن قادة الأمة  ودعاتها يجب أن لا يغفلوا هذا الجانب في عملية البناء، وإلا كان بنائهم بناء ناقصاً أبتراً لا يبقَ ولا يدوم.([20])
ثانياً :التنزيه والتهذيب والسمو الأخلاقي :
إن هذا الكتاب يضم في هداه كل الخصال المهذبة ، التي إذا تربى عليها الفرد سار إلى بر الأمان بكل محبة وتوادّ وتعاطف وتراحم،وزكى نفسه وطهرها قال تعالى : (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ)([21]) ، فشجعه على سبيل العمل ألا وهو العلم ،بل أول ما نزل ( اقرأ ) ،قال تعالى: (ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ)([22]) ، وبين فضل العلماء، فقال تعالى: (ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ)([23]) ،فبالعلم والمعرفة تبنى الأمم ،وتعلوا الحضارات ،وأمره بالسعي في الأرض واستخراج ما فيها من خيرات قال تعالى : (ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ)([24]) وقد جعل القرآن العامل الذي يكسب رزقه من عمل شريف، مساويًا للمجاهد في سبيل الله في الفضل، قال تعالى: (ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)([25]) واهتم بتوجيهه إلى مصادر الثروة المختلفة، قال تعالى: (ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ)([26]) وقال: (ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ)([27]) .
 وبناه على الوفاء بالعهد ،قال تعالى: (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ)([28]) وقال (ﮭ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ)([29]) قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعي به في الإسلام لأجبت"([30]) ،وأن الله مع أوليائه قال تعالى : (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ)([31]) ،والأمانة قال تعالى: (ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ)([32]) قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر" ، وعلى الإحسان والعدل قال تعالى : (ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ)([33]) ،والكلمة الطيبة قال تعالى : (ﯦ ﯧ ﯨ)([34]) ، والطهارة والنظافة قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ)([35]) وقال : (ﯖ ﯗ)([36]) وكذلك التزين([37]) والاستمتاع بالطيبات في اعتدال بلا إسراف ولا تبذير، قال تعالى : (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ)([38]) ،وعلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: (ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ)([39]).
 وغير ذلك من الآيات.([40])

مقابلها تحذيرات من القبائح، والانزلاق إلى المهاوي والوقوع في المخاطر، وكل ما يضره ، فنهى عن الرهبانية قال تعالى : (ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ)([41]) ،وعن الخمر والميسر([42]) والأنصاب والأزلام -حيث أنها من أمور الجاهلية- حفظاً للعقل والمال، متدرجاً به في ذلك قال تعالى : (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)([43]) والكذب قال تعالى : (ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ)([44]) ،و الإسراف قال تعالى: (ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ)([45]) وقال : (ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ)([46]) ،والكبر والغرور والفخر (ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ)([47]) ،والخداع (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ)([48]) ،والبخل ُﭧ ﭨ ﭽ                               ﯿ                                     ([49])   والغلظة ﭧ ﭨ ﭽ                                                                     ([50]) ،والفحش والصخب والبطر والرياء  ﭧ ﭨ ﭽ     ﭣ ﭤ                             ([51])، وشهادة الزور                          ([52])،والظلم ﭧ ﭨ ﭽ                              ([53])وﭧ ﭨ ﭽ             ([54])والتنابز والغيبة والنميمة والسخرية والهمز واللمز وسوء الظن  ﭧ ﭨ ﭽ                                                         ﯿ                                                                                                                             ([55])  وقال : (ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ)([56]) والانسياق وراء الشائعات قال تعالى : (ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ)([57]) ،والحسد فأمر سبحانه بالاستعاذة  من الحاسد قال تعالى : (ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ)([58]) ،وحذر من النفاق وأماراته ﭧ ﭨ ﭽ                                              ([59])ونكث العهد وقطيعة الرحم والفساد في الأرض ﭧ ﭨ ﭽ                                                          ([60]).
حذره أيضاً من الانشغال بالمال عن آخرته أو افتتانه به ،قال تعالى: (ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ)([61]) والربا([62]) وأكل أموال الناس بالباطل قال تعالى :                                      ([63])،وغيرها  من الآيات.
فالضمير الحي الذي يراقب الله ويخشاه، والذي رباه القرآن في المسلم، إذا غلبه الشيطان والهوى ووقع في معصية، عاتبه ضميره، وسرعان ما يتوب إلى خالقه ويعترف بذنبه.
وعلى هذا فكل توجيهات القرآن الكريم من حث على امتثال أو تحذير من قبائح وفضائح، فصّلت وبينت لتبني النفس البشرية على الجادة، وتسير على الاستقامة، والعدل والاستقرار، مستشعرة بطمأنينة الحال، وراحة البال.([64])

الباب الثاني :بناء المجتمع

وبعد إصلاح الفرد يتوجه القرآن بالخطاب إلى المجتمع الذي يتكون من الأسر المحتوية على الأفراد، ويحثهم على كل خير وعلى الترابط والتعاون والبر والتقوى ،والتكافل الاجتماعي فاهتم ببناء الأسرة المسلمة إذ هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فشرع الزواج الصحيح وقضى على الزواجات الفاسدة ﭧ ﭨ ﭽ                                               ([65])، وجعل المهر حق للزوجة قال تعالى : (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)([66]) ،  وكذلك الرضاعة للأبناء  وأن ينسب لوالده قال الله تعالى:(ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ)([67]) (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ)([68]) (ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)([69]) ،وأن يعلّموا قال تعالى : (ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ)([70]) ،والبر للآباء قال تعالى:(ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ)([71]) ، والاستئذان حفاظاً على العورات (ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ)([72]) وهذا البناء لا يأتي من عشوائية بل يقوم على الميول الثابتة في الفطرة الإنسانية ،ومقتضيات الضرورة والمصلحة ،وتجعل منه وحدة اجتماعية متعاونة، هو قوامها الذي يثبتها ويمسكها ،كما أنها العش الذي تنشأ فيه مجموعة الآداب الخاصة بالجنس،وهي في صميمها آداب المجتمع الذي ارتفع عن الإباحية الحيوانية والفوضى الهمجية،وألبسه ثوب العفة والطهر، فغض بصره، واستقبح الفواحش والمعاصي.
ومن مظاهر البناء أيضاً الإرث للذكور والإناث قال تعالى:(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ)([73])، والوصية التي أشار إليها القرآن لا تتجاوز الثلث وفيها بناء اجتماعي،إذ شرعت للتدارك بعض الحالات التي لا يرث فيها من توجب الصلة العائلية أو الأخوة الإسلامية أن يصله المورث ويبره ،ولتكون مجالا لإنفاق شيء في وجوه البر والخير للمجتمع ،بل الإرث تكافل بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الأجيال المتتابعة، فقد ضرب القرآن مثلا في ذلك قال تعالى :(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ )([74]) حيث ذكر بعض المفسرين أن المراد بـ (أبوهما) هو الجد السابع  .
ومن البناء التناصح والدعوة إلى الله والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر قال تعالى :                                   ([75])،وهذا تعاون قال تعالى:                       ([76])،فالأمة كلها تؤاخذ بتركها التناهي عن المنكر، وينالها العقاب والأذى في الدنيا والآخرة قال تعالى  ﯿ       ﰂﰃ      ([77])،كما لعن الله بني إسرائيل في سكوتهم عن المنكر قال تعالى:                                                 ﭿ               ([78]) .
ومن البناء حماية الضعفاء ورعاية مصالحهم وصيانتها من الأذى قال تعالى :(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ)([79]) وحفظ لهم أموالهم حتى يرشدوا([80]) قال تعالى :(ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ)([81]) .
وتوفير الكفاية لفقرائه ومحتاجيه ،ففرض الزكاة على الأغنياء وبين مصارفها، قال تعالى :                                               ([82]) ،وجاء بقاعدة أن المال مال الله، وأن الأغنياء ليسوا ملاكًا للمال حقيقة، وإنما هم مستخلفون فيه، قال تعالى: (ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ)([83]) .
ووضع الحدود والقصاص، فحرَّم الإفساد في الأرض، وشرع القصاص في القتل قال تعالى :                 ([84])فهو حياة لما فيه من ضمان الحياة في الزجر عن القتل وبما فيه من حفظ كيان المجتمع وتماسكه ، وشدد في عقوبة الزنا، لما فيه من الاعتداء عل العرض ونشر للفواحش والرذيلة واختلاط الأنساب قال تعالى: (ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ)([85]) ،وكذلك جعل العقوبة ثمانين جلدة للذين يرمون المحصنات المؤمنات الغافلات ويفترون عليهن، قال تعالى: (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ)([86]) وقطع اليد في السرقة ،لما فيها من اعتداء على الأموال وأمن الناس والثقة المتبادلة بينهم، قال تعالى: (ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ)([87]) وكقطاع الطرق وهم الذين يهددون أمن المجتمع العام قال تعالى: (ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ)([88]) فالاجتماع على الإفساد جريمة أكبر من الجرائم الفردية ولذلك كانت أحق بالحسم وقسوة العقوبة ،وغيرها كثير.
فجاءت الحدود الإسلامية لتكون مانعًا من ارتكاب هذا الفساد، وصونًا للمجتمع .
وبين أن التقوى هي أساس التفاضل بين أبناء المجتمع المسلم، وليس السلطان أو الجاه أو المركز الاجتماعي أو العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس، قال تعالى: (ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)([89]) ،وفتح باب العتق على مصراعيه  .
والأخوة قال تعالى : (ﯜ ﯝ ﯞ)([90]) ،ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار قال تعالى : (ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ)([91]) وقال : (ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ)([92]) .([93])

 الباب الثالث :بناء الدولة

لما تمسكت الأمة بكتاب ربها خضعت لهم الدنيا،وأسسوا للإسلام دولة واسعة الحضارة، قوية البناء، محبة للعلوم، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
وبناء الدولة ينقسم إلى :
أولاً :بناءها داخلياً :
إذ أن الدولة لها علاقة بالأفراد والجماعات ،فهي المنوط بها التحكيم بشرع الله و تنفيذ الحكم ، قال تعالى: (ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ)([94]) ،والعدل بين الناس بأن يكونوا أمام القانون سواء، لا فرق بين شريف ووضيع، ولا غني وفقير، ولا محبوب ومكروه، قال تعالى : (ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ)([95]) وقال : (ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ)([96]) وقال : (ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ)([97])  (ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ)([98])، ومسئولية كل فرد عن أفعاله، قال تعالى: (ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ)([99]) ، وحينئذ يشعر المواطن بالأمن على ماله وعرضه وسائر حقوقه، ففي ظله تختفي الجريمة ، وهو أساس استمرار الدول والحفاظ عليها، يقول ابن تيمية:( إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة )، واحترام الحرية الفردية، فلا يكره أحدًا على أن يعتنق فلسفة معينة، ولا يُرغمه على أن يعيش حياته وفق نظرية محددة، بل إن لكل فرد في الدولة الإسلامية حريته الكاملة في أن يفكر وأن يختار أسلوب حياته، وأن يعبر عن رأيه بشرط ألاَّ يكون معصية لله.
وفي مجال العقيدة الدينية، فقد أعطى الإسلام لأفراد الدولة الإسلامية غير المسلمين الحرية في اعتناق أية عقيدة، قال تعالى:ﯿ                    ([100]) وقال سبحانه: (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ)([101]) ،وهذه هي كلمة عمر الخالدة التي قالها لعمرو بن العاص عندما تسابق ابنه مع أحد المصريين القبط فسبقه المصري، فضربه ابن عمرو بن العاص.
والشورى بين الحاكم والمحكوم فالشورى ركن أساسي من أركان الحكم الإسلامي، قال سبحانه: (ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ)([102]) وقال: (ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ)([103]) ،وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه كثيرًا. وكذلك كان الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- من بعده يستشيرون أهل العلم والخبرة في كل الأمور، كاختيار القواد، وتسيير الجيوش، وتوزيع الغنائم، كما كانوا يرجعون إلى الفقهاء في المسائل التي لا يجدون لها حكمًا ظاهرًا في الكتاب والسنة.
 وحق الحاكم على المحكوم طاعته وذلك ما دام الحاكم منفذًا لحدود الله عز وجل، وما لم يأمر بمعصية، قال تعالى: (ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ)([104]) وعلى المسلم أن يسمع ويطيع فيما أحب وكره ،ومن حق الحاكم أيضاً النصح له والمعونة على إقامة الشريعة .
ثانياً :بناؤها خارجياً :
فالدولة الإسلامية تدعو إلى السلام، ما لم تُنْتهك حرمات الله أو يُعتدى على أرض المسلمين، قال تعالى:                  ﭿ                                                                                                  ([105]) ،فإذا انتهكت حرمات الله وعبد غيره وكان المسلمين في حال قوة ولم يستسلم العدو أو يؤدي الجزية شرع الجهاد قال تعالى: (ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ)([106]) ،رحمة بالناس وإخراجاً لهم من الظلمات إلى النور ومن الخرافة إلى الحقيقة قال تعالى : (ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ)([107])  وبين قسمة الغنائم والفيء وغيرها ،ولا يكون إلا بإعداد القوة الكافية لحماية الدولة من عادية المعتدين، وأخذ الحذر من أعداء المسلمين وقد أوضح الله تعالى ذلك بقوله عز وجل(ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ)([108]) وقال تعالى: (ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ)([109]) .
وكل ما يوقع بالأمة ضرراً من أي نوع على الإمام أن يزيله ،وكل ما يحقق للأمة نفعاً عليه أن يقوم به على أن لا يتعارض مع تعاليم الدين .([110])



المراجع والمصادر


أسباب نجاح الدعوة الإسلامية في العهد النبوي ،عبدالله الموسى ،جامعة الإمام ،المعهد العالي للدعوة الإسلامية . 
أسباب سعادة الأمة الإسلامية ،عبدالعزيز بن باز .
تفسير القرآن العظيم ،ابن كثير .
التربية القرآنية وأثرها على الفرد والمجتمع - (1 / 14)
التاريخ الإسلامي موافق وعبر ،عبدالعزيز الحميدي ،دار الأندلس الخضراء ،جدة ،ط الأولى 1418هـ.
تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي فكرية-سياسية-اجتماعية اقتصادية ،فرج أبو ليلى ،ط الأولى 1994 .
تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس ،حسين بن الحسن الديار بكري ،مؤسسة شعبان ،بيروت . 
التمسك بالقرآن وأثره في حياة المسلمين ،عبدالله الشنقيطي ،المدينة ،1421هـ .
الجامع لأحكام القرآن ،محمد القرطبي .
حضارة العرب في صدر الإسلام ،حسين الحاج حسن ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت ، ط الأولى 1412هـ .
صور من الفكر العربي وتاريخ الإسلام، محمد خفاجي ،مكتبة النجاح ،ط الأولى 1377م .
الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل - (1 / 1)
العدالة الاجتماعية في الإسلام ،سيد قطب ،دار الشروق ،ط العاشرة 1407هـ .
فجر الإسلام ،أحمد أمين ،دار الكتاب العربي ،بيروت، ط العاشرة1969 م .
معجزة القرآن ،محمد الشعراوي .
الإسلام والحضارة ودور الشباب المسلم
يوم الإسلام ،أحمد أمين ،مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة .



([1])  رواه مسلم ،كتاب الجنة 2965 .
([2]) انظر :التاريخ الإسلامي مواقف وعبر ، عبدالعزيز الحميدي ،ص 55 .تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي ، فرج أبو ليلى ،ص54 .حضارة العرب في صدر الإسلام ، حسين الحاج حسن ،ص440.
([3])  الأنعام:137.
([4])  انظر : التاريخ الإسلامي موافق وعبر ،عبدالعزيز الحميدي ، ص 58 .تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي ،فرج أبو ليلى ،ص55. أسباب نجاح الدعوة الإسلامية في العهد النبوي ،عبدالله الموسى، ص26-45 . فجر الإسلام ،أحمد أمين ،ص 163 .

([5])  انظر : تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي ،فرج أبو ليلى ،ص58. أسباب نجاح الدعوة الإسلامية في العهد النبوي ،عبدالله الموسى، ص26-45 . فجر الإسلام ،أحمد أمين ،ص 163 .
([6])  آل عمران:110.
([7])  البقرة:143.
([8])  النور:55.
([9])  إبراهيم:1.
([10])  النحل:89.
([11])  المُلك:14.
([12])  البقرة:177.
([13]) الإخلاص:1-4.
([14])  التوبة:30-31.
([15])  الأنبياء:21-22.
([16])  الزُّمَر:3.
([17])  الأعراف:91-95.
([18])  الجاثية:13.
([19])  الحِجر:29.
([20])  انظر : الجامع لأحكام القرآن ،محمد القرطبي .التربية القرآنية وأثرها على الفرد والمجتمع 1 / 14 .التاريخ الإسلامي موافق وعبر ،عبدالعزيز الحميدي ،ص63 . حضارة العرب في صدر الإسلام ،حسين الحاج حسن ،ص443 صور من الفكر العربي وتاريخ الإسلام، محمد خفاجي ،ص12. أسباب نجاح الدعوة الإسلامية في العهد النبوي ،عبدالله الموسى،ص 43 .معجزة القرآن ،محمد الشعراوي ،8/47 .

([21])  الشمس:9.
([22])  الزُّمَر:9.
([23])  المجادلة:11.
([24])  المُلك:15.
([25])  المزَّمل:20.
([26])  الحديد:25.
([27])  النحل:14.
([28])  المائدة:1.
([29])  الإسراء:34.
([30]) السنن الكبرى للبيهقي ،باب اعطاء الفيء 366. 
([31])  يونس:62.
([32])  النساء:58.
([33])  النحل:90.
([34])  البقرة:83.
([35])  المائدة:6.
([36])  المدَّثر:4.
([37])  كانت العرب تطوف عراة رجالهم ونساؤهم .
([38])  الأعراف:31.
([39])  الأحزاب:21.
([40])  انظر : الجامع لأحكام القرآن ،محمد القرطبي. التربية القرآنية وأثرها على الفرد والمجتمع - (1 / 14)
فجر الإسلام ،أحمد أمين ،ص 142 .يوم الإسلام ،أحمد أمين ،ص18 . التمسك بالقرآن وأثره في حياة المسلمين ،عبدالله الشنقيطي ،ص 22.أسباب سعادة الأمة الإسلامية .
([41])  الحديد:27.
([42]) الميسر : قمار العرب بالأزلام. قال ابن عباس : "كان الرجل في الجاهلية يخاطر الرجل على أهله وماله فأيهما قمر صاحبه ذهب بماله وأهله" فنزلت الآية.
([43])  المائدة:90.
([44])  آل عمران:61.
([45])الأعراف:31. 
([46])الإسراء:27.
([47])  لقمان:18.
([48])  الأنفال:62.
([49])  آل عمران:180.
([50])  آل عمران:159.
([51])  الأنفال:47.
([52])  الفرقان:72.
([53])  الأعراف:177.
([54])  الفرقان:19.
([55])  الحجرات:11-12.
([56])  الهُمَزة:1.
([57])  الحُجُرات:6.
([58])  الفَلَق:5.
([59])  التوبة:67.
([60])  الرعد:25.
([61])  المنافقون:9.
([62])  كانت العرب إذا حل دينها قالت للغريم : إما أن تقضي وإما أن تربي ، أي تزيد في الدين. فحرم الله سبحانه ذلك ورد عليهم قولهم بقوله الحق : { وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} وأوضح أن الأجل إذا حل ولم يكن عنده ما يؤدي أنظر إلى الميسرة.
([63])  البقرة:188.
([64])  انظر :تفسير القرآن العظيم ،ابن كثير . الجامع لأحكام القرآن ،محمد القرطبي .التاريخ الإسلامي موافق وعبر ،عبدالعزيز الحميدي ،ص190.تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي ،فرج أبو ليلى ،ص80.العدالة الاجتماعية في الإسلام ،سيد قطب ،ص77 .تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس ،حسين بن الحسن الديار بكري ،ص252 . الإسلام والحضارة ودور الشباب المسلم،ج1 ص559. التمسك بالقرآن وأثره في حياة المسلمين ،عبدالله الشنقيطي ،ص23 .
([65])  الروم: ٢١
([66])  النساء:4.
([67])  البقرة:233.
([68])  الأحزاب:5.
([69])  الأنعام:151.
([70])  التحريم:6.
([71])  الإسراء:23.
([72])  النور:27.
([73])  النساء:11.
([74])  الكهف:82.
([75])  آل عمران:104.
([76])  المائدة:2.
([77])  هود:117.
([78])  المائدة:78-79.
([79])  النساء:75.
([80]) وكانوا في الجاهلية يأخذون الطيب والجيد من أموال اليتامى ويبدلونه بالرديء من أموالهم.
([81])  النساء:6.
([82])  التوبة:60.
([83])  الحديد:7.
([84])  البقرة: 179.
([85])  النور:2.
([86])  النور:4.
([87])  المائدة:38.
([88])  المائدة:33.
([89])  الحُجُرات:13.
([90])  الحُجُرات:10.
([91])  آل عمران:103.
([92])  الحشر:9.
([93])  انظر :تفسير الطبري .تفسير القرآن العظيم ،ابن كثير . تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي فكرية-سياسية-اجتماعية اقتصادية ،فرج أبو ليلى ،ط الأولى 1994 .
= العدالة الاجتماعية في الإسلام ،سيد قطب ،ص70.تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس ،حسين بن الحسن الديار بكري ،ص252.  حضارة العرب في صدر الإسلام ،حسين الحاج حسن ،ص447 .صور من الفكر العربي وتاريخ الإسلام، محمد خفاجي ،ص14.فجر الإسلام ،أحمد أمين ،ص156 .يوم الإسلام ،أحمد أمين ،ص 18 . الإسلام والحضارة ودور الشباب المسلم ،ج1 ص563.التمسك بالقرآن وأثره في حياة المسلمين ،عبدالله الشنقيطي ،المدينة ،1421هـ .أسباب سعادة الأمة الإسلامية،عبدالعزيز بن باز . .
([94])  النساء:65.
([95])  النحل:90.
([96])  النساء:58.
([97])  الأنعام:152.
([98])  المائدة:8.
([99])  النجم:38.
([100])  البقرة:256.
([101])  يونس:99.
([102])  آل عمران:159.
([103])  الشورى:38.
([104])  النساء:59.
([105])  الممتحنة:8-9.
([106])  التوبة:29.
([107])  الحج:78.
([108])  الأنفال:60.
([109])  النساء:71.
([110])  انظر :الجامع لأحكام القرآن ،محمد القرطبي . الإسلام والحضارة ودور الشباب المسلم ج1ص568 .التمسك بالقرآن وأثره في حياة المسلمين ،عبدالله الشنقيطي ،ص23 .أسباب سعادة الأمة الإسلامية ،عبدالعزيز بن باز .الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل  .التاريخ الإسلامي موافق وعبر ،عبدالعزيز الحميدي ،ص195 . تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي فكرية-سياسية-اجتماعية اقتصادية ،فرج أبو ليلى ،ص77. العدالة الاجتماعية في الإسلام ،سيد قطب ،ص74 .


الفصل الأول : حال العالم قبل الإسلام
الفصل الثاني:بناء الأمة بعد الإسلام

ليست هناك تعليقات: